قائمة المدونات الإلكترونية

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

الرصيد العاطفي

هذه الجملة من أخطر الجمل في علاقتنا بالآخرين :

تصورات الناس عنا نحن الذين نصنعها .

نعم نحن الذين نصنعها ،
فأنت تستطيع أن تميز الناس .. فتقول عن أحدهم هذا مرح ، وهذا قوي الشخصية , وهذا متكبر و وهذا كذا وهذا كذا ..
فلماذا لا تكون عند الناس الشخصية التي تريدها ؟!!

لو لقيت شخصا في السوق فعبس في وجهك ..
ثم لقيك في بقالة فعبس في وجهك أيضا ..
ثم صادفته في عرس فلقيك عابسا !!
ثم سألك أحدهم : ما رأيك في هذا الشخص ؟ ماذا سيكون رأيك ؟؟
بالطبع  لن تذكر عنه إلا ما رأيت .

ولو لقيك شخص باتسامة في موقف ..
ثم ابتسم في موقف آخر .. ستطبع في ذهنك عنه صورة مشرقة .

هذا فيما لا يكون بينك وبينه علاقة دائمة ، لكن هي لقائات عابرة .
أما الأشخاص الذين نلقاهم دائما كالأصدقاء والأقارب وزملاء العمل حتما سيروننا تارة مسرورين ، وتارة غاضبين أو منفعلين ..
سيروننا على صور مختلفة ..
لذا فإن محبتهم لنا تتحدد على حسب مقدار حسناتنا وسيئاتنا عندهم ،
أو قل تتحدد حسب مقدار الرصيد العاطفي الذي في حسابنا عندهم ..

فعندما يقع بينك وبين إنسان موقف جميل فإنك تضيف إلى سجل ذكرياته ذكرى جميلة عنك ..
أو بعبارة أخرى تفتح لك في قلبه حسابا تودع فيه محبة لك واحتراما .. ثم تتولى بعد ذلك زيادة رصيدك العاطفي أو السحب منه .
فكل ابتسامة تقابله بها تزيد من رصيدك العاطفي عنده .. وكل هدية .. وكل مجاملة  .. تزيد من رصيدك العاطفي .
وكل إهانة تقع منك له .. أو مسبة .. أو شتم ..
فإنك تسحب من رصيده العاطفي ..

وبالتالي ..
إذا كان رصيدك العاطفي عنده كثيرا ..
ووقعت يوما في موقف إغاظة فسحبت من رصيدك العاطفي مقدارا معينا ..
فإن هذا لن يؤثر كثيرا لأن رصيدك العاطفي عنده كثيرا ..
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد                جاءت محاسنه بألف شفيع

أما إن لم يكن عنده لك رصيد عاطفي وجعلت تسحب من الرصيد وليس فيه شيء أصلا ، فإن حسابك عنده سيكون بالناقص ..
وبالتالي قد يقع في قلبه لك كره .. أو استثقال .. لأنك تسحب من رصيدك العاطفي ولا تودع .

لذا ..
تصورات الناس عنا نحن الذين نصنعها .


((نقلا عن كتاب استمتع بحياتك للدكتور العريفي ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق